الصحة النفسية في بيئة العمل
يتأثر عدد كبير من الناس بالإجهاد والتوتر في بيئة الأعمال اليوم، ووفقًا للدراسة السابقة فقد أفاد 43٪ من الموظفين أنهم يمرون بفترات الإجهاد والتوتر هذه، وقد وضّح 78٪ منهم أن الإجهاد يؤثر سلبًا على أداء العمل لديهم، كما تتأثر جوانب أخرى عديدة من حياتهم أيضاً، حيث يقول 71٪ إن الإجهاد في العمل يؤثر سلبًا على حياتهم الشخصية، بينما يؤكد 64٪ منهم أنه ينتقص من رفاهيتهم وشعورهم بالراحة، فيما يشير 62٪ منهم إلى أنه يقلل من جودة علاقاتهم.
بالإضافة إلى الأسباب الإنسانية للاهتمام بالصحة العقلية والنفسية فإنّ الأعمال تستفيد أيضًا من ذلك، فعندما يتمتع الأشخاص بصحة نفسية إيجابية فإنّ ذلك يعود إيجاباً على بيئة العمل، حيث يقول 63٪ من الموظفين أنهم يكونون ملتزمون بأعمالهم في مثل هذه البيئة، بينما يشير 80٪ منهم إلى أنهم ممتلئون بالنشاط والفاعلية.
دور القائد
يلعب القادة دورًا حاسمًا في المساهمة في ظروف الصحة العقلية والنفسية الإيجابية - الخاصة بهم والخاصة بصحة الآخرين أيضاً- وفيما يأتي أكثر الأساليب تأثيرًا.
إدارة الذات
يحاول العديد من القادة حماية أعضاء الفريق من الإجهاد أو التحدي من خلال القيام بأصعب مهمة - أو العمل الإضافي - بأنفسهم، كما أنهم يقومون بقضاء ساعات طويلة وإلغاء الحدود في هذه العملية، وفي دراسة لمعهد Workforce Institute أفاد 35٪ من القادة أنهم يتعرضون للإجهاد في العمل، وشعر 42٪ أن ذلك كان بسبب الضغط الذي يضعونه على أنفسهم.
كقائد عليك أن تتعلم متى تتوقف عن القيام بمهام متعددة وكثيرة في الوقت نفسه، وأن تقاوم الرغبة في تولي العمل بنفسك، حيث يراقب الموظفون كيفية إدارتك لأعباء العمل الخاص بك ويستخدمون اختياراتك كنموذج - سواء كنت تقصدهم أم لا، لذلك تجنب زيادة العبء على نفسك، وحاول تدريب الآخرين وتفويضهم وتمكينهم بشكل أكبر لضمان العمل الجماعي والتنسيق مع المجموعات الأخرى حتى لا يقع كل شيء على عاتقك.
تعرف على تأثيرك
وجد البحث أيضًا أن ثلث الأشخاص يعتقدون أن مديرهم لم ينجح في إدراك تأثيره على رفاهية الآخرين، لهذا لا بدّ أن تتنبه إلى دورك القيادي، فمع أن الأشخاص يتأثرون بمحيطهم وكل من حولهم إلا أنّ للقادة تحديداً تأثير هائل عليهم، كما أن الأشخاص يميلون إلى وضع سلوك القائد تحت المجهر، مع إيلاء اهتمام خاص لما يقوله القائد ويفعله.
ولكن ما الذي عليك فعله؟
كقائد، عليك التأكيد على التعاطف مع الآخرين لأنه الشيء الصحيح الذي يجب فعله أولاً، بالإضافة لدوره الإيجابي في قضايا الابتكار والمشاركة والاحتفاظ، كما عليك السؤال عن أحوالهم، ومساعدتهم عند حاجتهم للدعم خاصةً في الأوقات الصعبة أو ربطهم ببرامج مخصصة لدعم الصحة النفسية.
امنح الآخرين سببًا للاهتمام
عندما يشعر الناس بالارتباط بالأهداف الجيدة والصورة الأكبر لمهامهم الوظيفية أو الشخصية فإنهم يميلون إلى الشعور بتحسن تجاه أعمالهم أيضًا، لهذا ذكِّر الآخرين دوماً برؤية المنظمة ورسالتها، وكن واضحًا بشأن أهمية أدوارهم.
افتح أبواب التواصل
يمكنك أيضًا التأثير بشكل إيجابي على رفاهية الآخرين من خلال التأكد من إمكانية الوصول إليك وسرعة الاستجابة، لهذا كن متاحًا بسهولة، وارجع إلى الأشخاص بسرعة ووفر لهم الوضوح حول الكيفية والوقت المناسب للتواصل معك، فعندما يكون القادة أكثر حضوراً، فإن ذلك يساهم في تعزيز الثقة والثقافة الإيجابية وإحساس الناس بأهميتهم في المؤسسة.
قم أيضًا بتوصيل أعضاء الفريق ببعضهم في المؤسسة، فالاتصال أمر بالغ الأهمية للرفاهية والسعادة سواءً كان الناس انطوائيون أو منفتحون، وساعد أعضاء الفريق على إقامة علاقات إرشادية، وتنظيم العمل، والنظر في رعاية الجهود التطوعية في خدمة المجتمع.
اطرح التحديات
إنّ أحد أوجه سوء الفهم حول تقليل الإجهاد هو عدم وجود أي تحديات أو ندرتها، وفي الواقع يحتاج الناس إلى قدر مناسب من التوتر لتشجيع النمو والتطور، فمع قلة الشعور بالتحدي سيفقد الأشخاص الدافع للقيام بالأعمال.
تأكد من أنك تمنح الناس فرصًا للتعلم والتطور، واسألهم عما يتوقعون في أدوارهم الحالية والمستقبلية، ولا تفترض أن كل شخص يبحث عن الترقيات داخل نفس القسم فقط، فبالنسبة إلى البعض قد يشمل النمو أدوارًا في الأقسام المجاورة أو المشاركة في مشروع عالي الوضوح، أما بالنسبة للبعض الآخر يمكن أن تكون الفرص الممتدة موجهة نحو اكتساب وتحسين المهارات أو التعلم المستمر، كما يمكن أن تشمل العمل جنبًا إلى جنب مع الآخرين في مبادرة خاصة.
كن فضوليًا بشأن رغبات الآخرين، والأمور التي تحفزهم بشكل خاص، ثم ابذل قصارى جهدك لمطابقة رغباتهم مع العمل الذي سيضيف قيمة داخل المنظمة أو المؤسسة.
امنح الآخرين حق الاختيار
عندما يمتلك الأشخاص حق الاختيار والاستقلالية، فمن المرجح أن يختبروا جميع أنواع الرفاهية، ولهذه المرونة نتائج إيجابية للأعمال أيضًا بما في ذلك الابتكار والاحتفاظ وفقًا لدراسة أجراها. Atlassia
قم بتمكين الأشخاص بأكبر قدر ممكن من الخيارات في مكان وزمان وكيفية القيام بأعمالهم، وامنحهم القدرة على التحكم في المشاريع التي يعملون عليها والطريقة التي ينجزون بها الأمور، وبالطبع ستتيح بعض الوظائف قدرًا أكبر من المرونة مقارنة بغيرها، ولكن توفير الاستقلالية حيثما كان ذلك ممكنًا يعد مساهماً مهمًا في رفاهية الموظفين.
حافظ على صحتك
يعتني أفضل القادة بصحتهم النفسية أولاً حتى يتمكنون من بناء بيئة صحية أمثل للآخرين، ومع أنّ وجود هذا القدر من التأثير لك على الآخرين ليس بالأمر الهين إلا أنه ليس بالمستحيل أيضًا، حيث يمكن للقادة إحداث تأثيرات كبيرة من خلال الاستماع وإظهار التعاطف والرحمة، وعلى الرغم من وجود تحديات كبيرة إلا أن فرص النجاح عالية أيضًا عندما يكون القادة عازمين على بذل قصارى جهدهم.
قوة المشاعر الإيجابية: رؤية ديل كارنيجي في الاندماج الوظيفي
تدعم الأبحاث والدراسات التي قام بها ديل كارنيجي فكرة أن المشاعر الإيجابية في مكان العمل تنتج مجموعة من الفوائد الملموسة، مثل: تعزيز الإبداع، وزيادة الاهتمام والحدس، وتعزيز حل المشكلات، وتحسين الذاكرة، والكفاءة في اتخاذ القرارات المعقدة للغاية، وتعزيز التعاون، وعندما يتعلق الأمر بأدائهم فإن العواطف التي يشعر بها الموظفون يمكن أن تكون بنفس أهمية المهارات والمعرفة التي يجلبونها لأدوارهم.
بالإضافة إلى ذلك فإنّ المشاعر الإيجابية تسهل عملية التغيير المؤسسي الناجح، فبالنظر إلى أن العديد من الشركات تعمل اليوم في بيئات أعمال سريعة التطور فإن القدرة على التنفيذ الفعّال للتغيير المؤسسي أمر بالغ الأهمية، حيث يتفق الباحثون على أن مقاومة الموظفين هي من بين أكبر العقبات للتغيير، وتشير الدراسات الآن إلى أن المشاعر الإيجابية للموظفين يمكن أن تخفف من ردود الفعل السلبية التي غالبًا ما تصاحب مبادرات التغيير هذه، مما يؤدي إلى نتائج أكثر إيجابية، كما تشير أبحاث ديل كارنيجي حول الاندماج الوظيفي إلى أن المشاعر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمشاركة الموظف، وهو مصدر قلق كبير للمديرين التنفيذيين في جميع أنحاء العالم نظرًا للبيانات الموثوقة التي توضح الأداء المتفوق وأرباح المؤسسات التي تحقق مكاسب كبيرة في مشاركة الموظفين.
ولكن، ما هي المشاعر الأكثر أهمية؟
أجرى ديل كارنيجي وشركاؤه بحثًا لفحص العواطف والمشاعر في مكان العمل وعلاقتها بمشاركة الموظفين، وفي أحدث دراسة تم إجراؤها على ما يقرب من 3300 مشارك من 10 دول فقد كشف التحليل أن الشعور بالتقدير والثقة والاتصال والتمكين هي المشاعر الرئيسية للاندماج والمشاركة.
خاتمة
إنّ المؤسسات والشركات المتميزة هي التي تولي اهتماماً بالصحة النفسية والرفاهية العامة لموظفيها، وتعتبر شركة ارتياد واحدة من الشركات التي تسعى جاهدة لتعزيز الرفاهية في بيئة العمل، حيث تقدم خدمات التدريب المتخصصة لتحسين صحة الموظفين وزيادة الإنتاجية والتأثير الإيجابي على العلاقات بين الزملاء، والأهم من ذلك توفير بيئة عمل مريحة وملهمة للموظفين.
تستخدم شركة ارتياد أحدث الأساليب في التدريب والتطوير، بما في ذلك تقنيات التفاعل المناسبة والمحاكاة الواقعية للمشكلات والحالات التي يمكن أن تواجهها المؤسسة في مكان العمل، كما تقدم الشركة الدعم الفني والاستشارات المتخصصة في مجالات الاندماج الوظيفي والتحسين والرفاهية لضمان توفير أفضل الخدمات للعملاء.
يمكن لشركة ارتياد تمكين قادة المؤسسات بالمهارات والأدوات اللازمة لتعزيز الرفاهية وتحسين التواصل والمشاركة وتطوير الإنتاجية والتعاون، فالمؤسسات التي تقوم بدعم وتحفيز موظفيها ستمتلك موظفين سعداء ومتحمسين ومنتجين وسينعكس ذلك إيجاباً على نتائج الأعمال.
وبشكل عام، تسعى شركة ارتياد إلى توفير أفضل الخدمات للعملاء ومساعدتهم على تعزيز الرفاهية والإنتاجية في مكان العمل، وعندما تستثمر في خدمات شركة ارتياد ستحصل على الأدوات والدعم اللازم لتحقيق أهدافك ورؤاك المطلوبة.
لا تتردد بالتواصل معنا ليقوم فريقنا بتقديم أفضل الحلول والاستشارات المخصصة لتطوير أعمالك.