أولاً، خذ وقتك في الإعداد
تعدّ هذه الخطوة حجر الأساس لبناء خطاب مذهل، ودعم الثقة للتحدث أمام الجمهور، لذا خذ وقتك في الإعداد وتجهيز خطاب ملائم، اختر موضوعك بعناية، وتكلم عمّا تعرفه جيداً، وتَعلمُ أنك تتقنه..تحدث عن شيء يثير اهتمامك ويدفع فيك الرغبة للبحث والاطلاع.
ثانياً، تحدث بشغف عن موضوعك
هل توقفت يوماً عند ضرورة البحث داخل نفسك عن موضوعات معينة تلحق بها شغفك لتتحدث عنها؟ أم أن خطابك هو نتاج البحث في المواقع الإلكترونية أو إحدى المجلات حتى لو كانت هذه المواضيع هي لا تعنيك حتى؟ إليك الأمر، دعك من هذه الخطابات الباهتة، وتحدث بما تحب وبما تستمع به، فإذا لم تستمتع أنت بالخطاب فهل تتوقع من مستمعيك ذلك؟
ثالثاً، كن متلهفاً للتواصل
بعد أن قمت بإعداد وتهيئة موضوع يهمك ولك الخبرة والأحقية للتكلم فيه، الآن يستلزمك الرغبة العميقة لإيصال هذه المعلومات لمستمعيك، حيث إنّ إيصال المشاعر المختلطة بموضوع الخطاب الذي ستلقيه هي الرابط الخفي الذي سيجعل أفكارك تصل إلى مستمعيك بسلاسة وثقة.
رابعاً، تحدث من القلب وليس من الكتاب
إنّ إلقاء خطاب أمام أي جمهور يتطلب عامل جذب قوي، تخيل مثلاً لو أنك تستمع لشخص قد حفظ بعض الأسطر من كتاب عن انقراض الحيوانات، هو يكرر ما قاله الآخرون، هو يعيد ما تمت كتابته هنا أو هناك دون أي يكون الكلام نابعاً من قلبه!، هل كنت ستنجذب إلى كلامه! ..بالتأكيد لا..
لهذا إذا كنت ترغب بإلقاء خطاب مُبهر والتحدث بطلاقة أمام الجمهور لا بدّ أن تحاول إعداد خطاب يلامس قلبك قبل جمهورك، كأن تبدأ بقصة لجذب انتباه جمهورك مثلاً.
خامساً، تحدث عن تجاربك
لا بدّ وأنك الآن مؤهلاً للحديث عن كثير من التجارب بشكل ناجح، والتي لا يمكن لأي شخص آخر على وجه الأرض الحديث عنها غيرك، لأنه ما من أحد غيرك قد عاش نفس التجربة التى عشتها.
ما تلك الموضوعات والتجارب؟ في الحقيقة أنت وحدك من يعرف الإجابة على ذلك، قم بالتفكير على مدار أسابيع قبل الإلقاء، وتسجيل كل الموضوعات التي ستكون مؤهلاً للتحدث عنها نظراً للتجارب التي مررت بها مثل "أكبر طموحاتي"، أو "لماذا كرهت المدرسة"، ستندهش عندئذ من سرعة زيادة الموضوعات، حيث يعتمد تقدمك فى إتقان فن الخطابة اعتمادًا كبيرًا على قدرتك على اختيار الموضوع الصحيح أكثر من قدرتك الفطرية كمتحدث.
يمكنك أن تشعر بالارتياح وتُلقي حديثًا رائعًا على الفور إذا تحدثت عن تجربة أثرت فيك بعمق، أو تجربة كنت تفكر فيها لسنين مثلاً، لكنك لن تشعر قطعاً بالارتياح إذا تحدثت عن تجربة هتلر في قيادة الجيوش أو غزو موسوليني لأثيوبيا مثلاً.
سادساً، تحدث ببساطة قدر الإمكان
إليك هذه النصيحة الذهبية، كن مُبسطاً قدر الإمكان عند مخاطبة جمهورك، لا تحاول التحدث عن موضوع يؤرق العالم مثل ”القنبلة الذرية“ بل تحدث ببساطة، فأى موضوع سوف يؤدى الغرض طالما كنت شغوفًا بفكرته ولست مُطلعاً عليها فقط.
سابعاً، تكلم عن أمور قمت بدراستها بجد
من الواضح أن التحدث عن خبراتك الخاصة يعدّ أسرع طريقة لاكتساب الشجاعة والثقة بالنفس، ولكن ماذا بعد اكتسابك لبعض الثقة؟ بالتأكيد سوف ترغب بالتحدث عن موضوعات أخرى.
ما هذه الموضوعات؟ وأين يمكن أن تجدها؟ ببساطة إنها فى كل مكان، كل ما عليك هو دراسة الأمر بجد، وتفعيل مهارات البحث التي تملكها.
ثامناً، احمل دفترًا للكتابة السريعة
لماذا لا تفعل ما كان يفعله فولتير؟ فولتير هو أحد أقوى الكتَّاب فى القرن الثامن عشر، وقد كان يحمل فى جيبه ما يُسميه” دفتر الكتابة السريعة“، وهو دفتر يدون فيه كل تأملاته وأفكاره العابرة.
لم لا تحمل معك” دفتر كتابة سريعة“؟ وعندئذٍ إذا ضايقك موظف فظ مثلاً تكتب كلمة” فظاظة“ في دفتر الكتابة السريعة، لتحاول فيما بعد تذكر اثنين أو ثلاثة من المواقف البارزة التى تجسد الفظاظة.
تاسعاً، استعدّ جيداً لتقديم الخطاب
من أهم المبادئ التي يجب معرفتها عند الاستعداد لتقديم خطاب مذهل أمام الجمهور ما يأتي:
- اكتب ملاحظات مختصرة عن الأفكار والمواضيع التي تريد التحدث عنها.
- لا تكتب خطاباتك، لأنك إذا فعلت ذلك سوف تستخدم لغة الكتابة بدلاً من لغة الحوارالسهلة، وعندما تقف للإلقاء قد تجد نفسك تحاول تذكر ما تمت كتابته، وهذا سيمنعك بالتأكيد من التحدث بشكل عفوي وجاذب.
- إياك ثم إياك أن تحفظ الخطاب كلمةً بكلمة، فإذا حفظت خطابك فمن المؤكد حينها أنك سوف تنساه، وسيكون الجمهور سعيدًا بعدم حفظك له لأنه لا أحد يرغب بالاستماع إلى خطاب معد سلفًا بصورة مصطنعة، وحتى إن لم تنس الخطاب فسوف يبدو الخطاب محفوظًا وليس عفويًّا، وسيكون إلقاؤك باهتاً، كما سيكون نظرك وصوتك تائهين في محاولة منك للتذكر، ولن تبدو بالتأكيد كإنسان يحاول إيصال أفكاره ومشاعره بشغف للآخرين.في حال كان الخطاب طويلاً وخشيت أن تنسى ما ترغب بقوله عندها يمكنك الاستعانة ببعض الملاحظات المختصرة كما ذكرنا سابقاً، وحملها بيدك، والنظر إليها بين الحين والآخر بخفة وسلاسة.
- استخدم الأمثلة والقصص الإيضاحية بشكل كبير، إذ إنها أسهل طريقة لجعل الخطاب جذاباً وممتعاً.
عاشراً، تدرب
كان” ويل روجرز “ يعد أحاديثه التي يقدمها في برنامجه الإذاعي الشهير من خلال التحاور مع الأشخاص الذين يقابلهم خلال الأسبوع في مواضيع الخطاب، فمثلاً إذا أراد التحدث عن قاعدة الذهب، كان يقوم بالمزاح بشأنها فى حوار مع بعض الأصدقاء مثلاً، ليعرف بعد ذلك أي النكات راقت لهم، وأي التعليقات أثارت اهتمامهم، وهذه طريقة تمرن أفضل بكثير من التمرن أمام المرآة وعمل حركات صامتة وغير مجدية.
كلمة أخيرة
لا تظن أن التعبير عن أفكارك ومشاعرك أمام الجمهور يتطلب سنوات من التدريب الفني الذي تحتاج إليه لإتقان مهارة العزف أو الرسم مثلاً، فأي شخص يمكنه إلقاء حديث رائع فى البيت إذا غضب مثلاً، حيث ستكون حركاته الجسدية ووقفته وتعبيرات وجهه مثالية لأنها تعبيرات صادقة دالة على الغضب، وتذكر أيضاً أنك لست بحاجة إلى تعلم التعبير عن مشاعرك، إذ إنك قادر على التعبير بشكل رائع عن مشاعرك منذ أن كنت طفلاً صغيرًا عمره لا يتجاوز السنة.